جلستِ ساعاتٍ تتأملين مرآتك
استخدمتي بفنٍ أمشاطك وأدواتك
وبعد ساعات ٍ تركتِ فرشاتك
وتسألين بلهفةٍ كم أنت جميلة
أنت الآن جميلة ولكن ....
يعجبني شعرك بدون ضفائر
يعجبني منسدلاً على كتفيك
يعجبني مجنوناً ثائر
يعجبني جمالك غير منسقٍ حائر
فأني أحبك كما أنت
طفلةٌ لا يلبسها عريُّ المظاهر
رسمت نفسك بريشة رسامٍ ماهر
وأنا أحبك لوحةً بسيطةً دون اطارٍ فاخر
مجموعةً من الخطوط والدوائر
ولكنها مليئةٌ بالدفئ والمشاعر
أحبك عندما تكتبين في حبيَّ الخواطر
أو تأنبيني على كلامي الجارح الجائر
أفضل أن تمسحي دموعي بأصبع يدك
لا بمنديلٍ صنع من الحرائر
فأنت الآن جميلةٌ ....
وأنا في ظلامي أغلق الستائر
كم تشتاق أناملي الى تسريح شعرك
كم أشتاق الى همساتك
الى رائحة انفاسك
وحتى الى ألم صفعاتك
أحنّ الى أيامٍ كنت فيها مرآتك
كنتِ تخبريني أسرارك وترهاتك
كنتُ سمائك تنيرين ليلي بنجماتك
كنتِ جميلةً جداً ببرائتك
كزهرة التوليب ساحرةً دون مزهرية
كنهرٍ يجري في أرضٍ عطشى
يرويها بكل عفوية
فتزينه أشجارٌ وزهور بريّة
أعلم أنك أعددت عطرك وتسريحتك
لكي تكوني في عيوني فاتنةً بهيّة
وأنت في عيوني دون تبرجك
حوريةٌ هربت من بحارٍ سحرية
أترقبك ليلأ على شواطئنا السريّة
وأصلي ليلاً و نهاراً الى إله البشرية
أن تنام الشمس شهراً وتنسانا سوية
فأنا لا أكتفي من نظراتك الطفولية
يحرقني الشوق اليك وأنا بجانبك
ولكنك في غرفة نومك
تعدين تسريحتك و تنتقين ملابسك
وأنا أعشقك تحت المطر ندية
أتوه بجمالك بثيابك غير المكوية
حتى لو حاولت كرهك ...
تناديني شقاوتك الأنوثية
وتدعوني الى تقديس صفاتك الطبيعية
فما أنت سيدتي تسريحةٌ وبعض مستحضراتٍ تجميلية
ولا زجاجةُ عطرٍ باريسية أو قطعة حريرٍ دمشقية
أنت فتاةٌ أحببتها وهي بطبيعتها الملائكية
أنت جميلة كلؤلؤة بحرية
مهما حاول صانع الجواهر تجميلك
فسوف يضيع بريق اللمعة العاجية
فأشعلي بلهيب أنوثتك براكين مشاعري
التي ملت انتظار تزيين صورتك
فأنت كما أنت شمسٌ بنظري
وعيوني بخمر سحرك سكرى منشيّة
وألف شمعةٍأو ألفُ مصباحٍ
لا يزيد أشراقة شمس وجهك الكونية
في وهجِ ذكرياتنا الحاضرة والمنسية
فغيوم سماء قلبي لا تمطر فرحاً
إلا لجمال لحظاتٍ لونها من لون عشقنا
حمراءٌ بلون الدم تتبلل لتظهر روعتها
وتتتبل برائحة أنفاسنا الزكية